BUZZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

BUZZ

b u z z
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا بكم فى منتديات buzz

 

 جحيـم القـاصـريـن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ẴĤḾỄĎ
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
ẴĤḾỄĎ


ذكر
عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 10/02/2012
العمر : 30

جحيـم القـاصـريـن Empty
مُساهمةموضوع: جحيـم القـاصـريـن   جحيـم القـاصـريـن I_icon_minitimeالجمعة فبراير 17, 2012 2:54 pm

«بوليس» فيلم الفرنسية مايوين
جحيـم القـاصـريـن



نديم جرجورة
قالت الصبيّة المُراهقة إنها وافقت على ممارسة الجنس مع شبّان في مقتبل العمر، لقاء استعادة هاتفها الخلوي منهم. الصبيّة نفسها جاءت مبنى الشرطة الباريسية للاعتراف بما حصل. لم يستطع أحدٌ من المحقّقين أن يتمالك نفسه من الضحك. ضجّت القاعة بالضحك. بالنكات المستلّة من القصّة نفسها. هذه واحدة من قصص كثيرة أخرى. بعضها الأول عاديّ. بعضها الثاني قاس. بعضها الثالث كارثيّ. القصص كلّها منضوية في إطار العمل اليومي لفرقة بوليسية فرنسية معروفة باسم «فرقة حماية القاصرين». الحماية مرتكزة على حالات عدائية عدّة. الاعتداء الجنسي أبشعها وأقساها. لكن، هناك مآزق أخرى: تزويج الابنة القاصرة بقوّة السلطة الأبوية (أب مغربيّ مهاجر إلى فرنسا). رغبة الأم في حماية ابنها الوحيد من التشرّد في شوارع باريس والحياة. التعنيف المعنوي والجسدي من أم لرضيعها. الاعتداء الجنسيّ متنوّع. أخطرها ذاك المُمارَس من قبل أب على ابنته. أو جدّ عجوز على حفيدته.
واقع مأساوي
الغالبية الساحقة من القصص المروية على ألسنة أصحابها، أكانوا ضحاياها أم المسؤولين عنهم، مالت إلى الشقاء الفعليّ. لولا قصّة الصبيّة وهاتفها الخلوي، لظلّ السرد سوداوياً وقاتماً ومثيراً للقلق. لم تكن قصص الضحايا وحدها قاسية. أفراد الفرقة البوليسية مقيمون، هم أيضاً، في قسوة الحياة. المهنة وضعتهم على الخطّ المواجه لأبشع الحكايات اليومية. المهنة عاجزة عن تحصينهم ضد مآسيها. بل ضد المآسي الناجمة عن تعرّض القاصرين لشتّى أنماط الاعتداء. الكاميرا التي التقطت يومياتهم بدت مرآة شفّافة وحادّة، عكست ارتباكاتهم وقلقهم ومخاوفهم وكوابيسهم وانفصالاتهم وتوهانهم وتوترات المواجهة اليومية مع الضحايا، ومع قصص الضحايا. الكاميرا مزجت مناخاً وثائقياً بسرد روائيّ، في فيلم صادم بقسوته وقسوة حكاياته. في فيلم صادم بجمالياته الفنية والدرامية والأدائية. الخيط الفاصل بين الوثائقي والروائي واه. التداخل بين النوعين معقَّد وجميل. القاصرون مُتعَبُون. البالغون أيضاً. غير أن كل طرف يُعاني مآزق مختلفة عن تلك الخاصّة بالطرف الآخر. بل إن مآزق الضحايا ولّدت توتراً حادّاً لدى أفراد الفرقة البوليسية.
لولا قصّة المراهقة وهاتفها الخلوي، واعتقادها أن ما جرى معها برضاها قابلٌ لأن يكون شكوى رسمية ضد «المعتدين» عليها، لبدا الفيلم قاتماً للغاية. لأثار الفيلم قتامة فظيعة. غير أن ما أثارته المراهقة تلك من ضحك وسخرية لدى المحقِّقين (ولدى المُشاهدين أيضاً، أو ربما)، لم يكن الحيّز المريح الوحيد داخل السياق الدرامي العابق بالتمزّقات والدموع والحالات الكريهة. ذلك أن مايوين (التي تُنهي عامها السادس والثلاثين في السابع عشر من نيسان المقبل)، مخرجة الفيلم الفرنسي «بوليس» (Polisse) والمُشاركة في كتابة السيناريو الخاصّ به إلى جانب إيمانويل بيركو، ارتأت تضمين السياق المشدود مشهداً مغايراً تماماً، متمثّلاً بسهرة رَقَص فيها زملاء المهنة مع بعضهم البعض، وشربوا وضحكوا وتسامروا وأمضوا ليلة ممتعة. سهرة متحرِّرة من أي كلام. مليئة بالموسيقى الصاخبة أحياناً، والموسيقى الهادئة أحياناً أخرى. هناك لقاء آخر متمثّل بزيارة هؤلاء منزل المصوِّرة الفوتوغرافية ميليسا (مايوين)، التي سُمح لها بمرافقة أفراد الفرقة يومياً، لالتقاط صُوَر لهم أثناء عملهم الميدانيّ أو المكتبيّ. الفيلم محتاج إلى «تنفيس». ذلك أن مدّته (ساعتان وسبع دقائق)، المشحونة بهذا الكَمّ الهائل من البؤس والانهيار والانحراف، محتاجة إلى لحظات صفاء ما. الفيلم محتاج إلى استراحة حقيقية، لأن التوتر متنقِّل بين الضحايا وأفراد الفرقة البوليسية. مُنتَقِل من الضحايا وأفراد الفرقة البوليسية إلى خارج الشاشة الكبيرة.
الأرقام تتكلّم
قسوة الحكايات المروية عن الاعتداءات المختلفة تشبه انزلاق أفراد الفرقة البوليسية إلى الجحيم الأرضيّ. هؤلاء عانوا الأمرّين: فشل حياة زوجية. عجز عن حماية علاقة عاطفية. توتّر دفع المرء إلى خيارات صعبة. صحيح أن بعض هؤلاء عرف نوعاً من سكينة ما خارج إطار العمل. غير أن غالبيتهم فشلت في تحصين حياتها الخاصّة من التأثيرات السلبية للحالات الإنسانية المعروضة أمامهم، التي يجب عليهم ملاحقتها والتحقيق فيها حتى النهاية. عدسة الكاميرا (مدير التصوير: بيار آيم)، المنطلقة في عملها السينمائي من نصّ متماسك، نقلت ارتباك أفراد الفرقة البوليسية وقلقهم وتوتراتهم إلى خارج الشاشة الكبيرة، بلغة متينة وعين ثاقبة. التوليف (لور غارديت) وازن بين حالات الطرفين ببراعة منحت الصورة مزيداً من قوّة تمثيلها الواقع والحالة الذاتية والوقائع اليومية.
عُرض «بوليس» للمرّة الأولى في الدورة الرابعة والستين (11 ـ 22 أيار 2011) لمهرجان «كانّ» السينمائي، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة، التي ترأّسها الأميركي روبرت دي نيرو. نال عشرة ترشيحات لجوائز «سيزار» الفرنسية، أبرزها في فئات أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل سيناريو أصليّ (تُعلَن النتائج النهائية للدورة السابعة والثلاثين للجوائز هذه، التي تمنحها «أكاديمية فنون السينما وتقنياتها»، في الرابع والعشرين من شباط المقبل). بدأت عروضه الفرنسية في التاسع عشر من تشرين الأول 2011. 636 ألفاً و355 هو عدد مشاهدي الفيلم في الأسبوع الأول من عرضه التجاري الفرنسي هذا. بلغ العدد، خلال الشهر الأول فقط، مليونين و306 آلاف مُشاهد. الأرقام تتكلّم. هذا يعني أن الفرنسيين، الغارقين في مآزق جمّة شبيهة بتلك المروية في «بوليس»، راغبون في معرفة مزيد من الحكايات. أو في معرفة الحكايات أصلاً. هذا يعني أن قوّة الفيلم كامنةٌ في بساطته السينمائية الجميلة. في براعته في التقاط الحكايات المستلّة من واقع مأسوي حادّ، وصوغها بلغة شفّافة وقاسية معاً.
يُعرض «بوليس» في صالة «متروبوليس» في «أمبير صوفيل» (الأشرفية).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://buzz.3oloum.com
 
جحيـم القـاصـريـن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
BUZZ :: الاقسام العامه :: منتدى المناقشه-
انتقل الى: