BUZZ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

BUZZ

b u z z
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا بكم فى منتديات buzz

 

 قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب» لشهريار منديني بور حيـن يكـون البطـل عصفـوراً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ẴĤḾỄĎ
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
ẴĤḾỄĎ


ذكر
عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 10/02/2012
العمر : 30

قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب» لشهريار منديني بور حيـن يكـون البطـل عصفـوراً Empty
مُساهمةموضوع: قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب» لشهريار منديني بور حيـن يكـون البطـل عصفـوراً   قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب» لشهريار منديني بور حيـن يكـون البطـل عصفـوراً I_icon_minitimeالجمعة فبراير 17, 2012 2:49 pm

«قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب» لشهريار منديني بور
حيـن يكـون البطـل عصفـوراً

شهريار منديني بور


هيفاء بيطار
أن تكتب رواية في إيران يعني أن يحف بك الرقيب، ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي (التي كانت قبل الثورة الإسلامية وزارة الثقافة والفنون) وحملة مكافحة الفساد الاجتماعي. تخيـّل أنك يجب أن تـُساءل من قبل هذه الجهات ذات الصلاحيات المطلقة ليس على كل كلمة تكتبها، بل حتى على عقلك الباطن ولاوعيك.
الرواية الكبيرة والعظيمة «قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب» لشهريار منديني بور (ترجمة خالد جبيلي، منشورات الجمل) تدور حول فكرة واحدة فقط، هي أن كاتباً إيرانياً يريد أن يكتب قصة حب في إيران، والسيد بتروفتش الرقيب والمسؤول عن المطبوعات يراقب كل كلمة يكتبها، ويطلب إليه أن يعدّل الأحداث والمواقف والشخصيات بما يتناسب مع عادات وثقافة المجتمع الإيراني والثورة الإسلامية...
مقص الرقيب المسلط دوماً على قلم الكاتب، يجبره على أن يلتزم لغة معينة، مثلاً تم حذف كلمة مومس من معجم اللغة الفارسية، واستـُبـدلت بالسيدة غير المحصّنة. ومنع السيد بتروفيتش الكاتب من كتابة عبارة (الأوراق تتساقط عن الأشجار وهي ترقص) ويطلب إليه أن يحذف كلمة رقص لأنها تـُعتبر سوقية ومحرّمة. كما أن الرقيب يحذف عبارة (يولج سائق الدراجة النارية خرطوماً بلاستيكياً في خزان بنزين لشاحنة صغيرة) لدلالاتها الجنسية الواضحة. وبرغم أن مقص الرقيب يقص هنا وهناك، فإن الكاتب متحمس لكتابة قصة حب بين سارا الطالبة الجامعية في كلية الآداب، ودارا الشاب الذي كان شيوعياً وسجن وعذب، ثم خرج من السجن ليعمل كدهان للجدران...
سارا تحب دارا، لكنها لا تجرؤ أن تقترب منه وتكلمه، لأنه إذا كلـّم أحدهما الآخر فإنهما يتلقيان تحذيراً تأديبياً من اللجنة التأديبية ومن حملة مكافحة الفساد الاجتماعي. تسأل سارا أساتذتها في كلية الآداب لماذا لا يدرسون الأدب الإيراني المعاصر بل يدرسون أعمالاً لشعراء وكتاب إيرانيين تعود إلى أكثر من ألف سنة؟ ويجيب الأساتذة - بأن الأعمال المعاصرة للكتاب الإيرانيين لا تعبّر إلا عن الكبت الجنسي، وتشجع على عدم التقوى، وبأن الكتـّاب المعاصرين إما جواسيس للغرب أو مدمنون على المخدرات أو شاذون جنسياً. ومن واجب كل مسلم أن يحلّ دم هؤلاء، وقراءة أعمالهم خطيئة كبيرة. لكن الكاتب يقنع نفسه بأن الرقابة مهما كانت شديدة، فإنها تجعل الكاتب يتفادى السطحية ويغوص في طبقات أعمق من الإبداع.
ممنوع على شخصيات العمل الأدبي أن تشرب الكحول. ممنوع أن يختلي البطل مع البطلة. لقاء رجل وامرأة سيكتب على الشكل التالي:
يقول الرجل: أنذهب. تجيب المرأة: هيا بنا نذهب.
قص المشاعر
إن كل وصف عاطفي وجنسي لعلاقة رجل بامرأة يقصه مقص الرقيب، فكيف سيزدهر الأدب وكيف سيكتب الكاتب الإيراني قصة حب. ما ينطبق على الأدب ينطبق كذلك على كل الفنون خصوصاً السينما، مثلاً فيلم «عطر امرأة» لآلباتشينو، سُمي في إيران عطر حواء، لأن اسم حواء له مسحة دينية، وتم تحوير مشاهد كثيرة من الفيلم، خاصة الرقصة البديعة التي يؤديها آل باتشينو الأعمى مع الشابة رائعة الجمال.
ومقص الرقيب يقص الأذرع والسيقان والنهود في الأفلام، وثمة وصف بديع في الرواية عن مخرج إيراني تمكن من التعبير عن حب كبير بين رجل وامرأة مستعيناً بعصفور، وسأنقل المقطع كما هو: «العصفور كان أفضل ممثل في الفيلم، تخيل أنك عصفور لا حول لك ولا قوة بين يدي رجل وامرأة يشتهي أحدهما الآخر على نحو يائس، لكن ممنوع أن يلمس أحدهما الآخر، فيتناوبان على مداعبة عصفور، ويمر الوقت وتبدأ الهرمونات المستترة ترشح وتنضج، وهما يواصلان مداعبة العصفور».
هذا المقطع يعكس بشكل فاضح ورائع وعميق حقيقة الرقابة في إيران، وحقيقة مقص الرقيب، إنه مقص لتشويه الإنسان ولقص المشاعر والرغبات، والتوق الطبيعي بين رجل وامرأة... من جهة أخرى هناك تزايد مذهل في طبقة الشبان المتعاطين للأفيون، وارتفاع كبير في عدد المومسات الإيرانيات اللاتي يعملن خصوصاً في دول الخليج!... فأين حملات مكافحة الفساد الاجتماعي!
بتروفيتش أي الرقيب يتحول إلى شريك للكاتب في كتابة الرواية، وحالة الرقابة الفظيعة هذه تجعل المجتمع حزيناً وغاضباً وعنيفاً، لأن هناك إعاقة لعيش المشاعر على طهارة وبساطة حقيقتها، ففي إيران هناك عنف، والبعض يعبّر عن إحساسه بكراهية الآخر، كما لو أنه يريد أن يقص الآخر بمقص الرقيب. أما سارا التي أرادت شراء رواية «البومة العمياء» التي كتبها الكاتب الإيراني العظيم صادق هدايات، الذي انتحر في باريس، فوجدتها ممنوعة ويمكن أن تسجن سارا لو اكتشف الرقيب أنها اشترتها.
الحب المستحيل
حجاب الرأس والشادور الذي تلبسه الإيرانيات له قصته، ففي بعض عهود الملكية أرادوا تغريب إيران فأمروا بحظر اللباس الإسلامي أو الحجاب، وأمرت الإيرانيات بخلع غطاء الرأس، وكانت الشرطة تضرب النساء ليخلعن الحجاب، وبعد الثورة الإسلامية، صارت الشرطة تضرب النساء ليلبسن الحجاب... لكن الشعار الذي بقي من كل ذلك هو (غطاء الرأس أم صفعات على الرأس). أين كرامة المرأة الإيرانية التي تـُضرب من أجل وضع أو خلع الحجاب؟! أية جرأة رائعة صرخت بها فروغ فرخزاد الشاعرة الإيرانية حين قالت (أثمت إثماً مشبعاً باللذة)، عبارة كافية لزلزلة كل مقصات الرقباء... وكل تلك الأخلاق اللاإنسانية المضطهدة للإنسان رجلاً أو امراة.
الرواية ملحمة في رهافة الروح الإنسانية التواقة للحرية والحب والعيش السعيد الذي لا يكتمل إلا بالحرية، وبلقاء قطبي الكون الرجل والمرأة، وبالموسيقى وبالفن بكل أشكاله... الرقيب الذي لا يفارق عقل الكاتب، ولا قلمه، يصبح بطلاً في الرواية، وفي الصفحات الأخيرة يصعقنا الكاتب بنهاية مذهلة، إذ إن الرقيب وقع في حب سارا، وطلب من الكاتب أن تكون سارا له وحده، وأن يتخلص من حبيبها دارا، ومن خطيبها المليونير سندباد... لكن الكاتب يشعر بأن خيط الرواية أفلت من يده، كما لو أنه من المستحيل أن تكتب قصة حب إيرانية، لأنه مستحيل أن يخلق حُب معافى وسليم في أجواء كهذه.
أكثر ما أحببت ثقافة الكاتب التي تتجلى بين صفحات الرواية، ثقافته الأدبية والسينمائية والموسيقية، تلك الثقافة التي يوظفها بذكاء من دون غرور أو استعراض كعادة الكثير من الكتاب، كم جميل استشهاده بقول للناقد نابكوف: ولد الأدب في اليوم الذي جاء فيه فتى يصيح ذئب ذئب، ولم يكن هناك ذئب وراءه.
وبعد من الصعب الإحاطة بعمل عظيم كرواية «قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب»، لكنني أتفق مع الكاتب أن لا شيء في العالم، ومهما كانت الرقابة وحشية وخانقة ومستبدة فإنها لا تستطيع منع ولادة أدب عظيم وفن عظيم. أي وصف أروع من وصف دارا لقدمي حبيبته سارا التي لم يلمسها قط (عرقان يبرزان عند كاحلي سارا، نهرا دجلة والفرات اللذان علـّما الرجل عذاب الفراق). أو وصف عيني سارا بأنهما تشتعلان بالحب والرغبة من دون أن تجرؤ على لمس دارا المذعور بدوره من لمسها.
شكراً لشهريار منديني بور على رائعته الإنسانية العظيمة. وأحب أن أختم بعبارة وردت في الرواية تمثل كما أعتقد رؤية الكاتب «في بعض الأحيان تشعر بالسعادة من أعماق قلبك لأنك خاسر، وفي بعض الأحيان تشعر بالحزن من أعماق قلبك لأنك منتصر».
ليت الحكام المستبدين أصحاب المقصات يدركون أنهم الخاسرون دوماً، وبأن التاريخ سيقصهم بمقص الحرية الذي تملكه الشعوب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://buzz.3oloum.com
 
قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب» لشهريار منديني بور حيـن يكـون البطـل عصفـوراً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
BUZZ :: فسبوكيات :: منشورات فيس بوك-
انتقل الى: